مغص الأطفال المزمن

يعاني معظم الأطفال الرضع من حالات متفاوتة الشدة من المغص المعوي التي قد تبدأ مبكرا بسن شهر واحد أو لاحقا بسن 3 شهور. وبالرغم من أنّ لا أحد يفهم حقيقة المغص بالكامل، إلا أن هناك فرضيتان محتملتان: الأولى، طفل رضيع عنده ألم في الأمعاء. والثانية، الطفل الرضيع يشعر بالانزعاج كنتيجة. لذا فأن المعالجة، تستهدف تخفيف ألم الطفل الرضيع وحثه على الاسترخاء.

وأليكم بعض الإستراتيجيات لمحاولة تخفيف ألم المغص:

1. إطعام الطفل أكثر وتكرارا ببطء. الإطعام الكثير، والسريع جدا، يمكن أن يحث الغازات المعوية عدم تحطيم اللاكتوز المفرط، سواء كان من حليب الأمّ أو حليب البودرة. لذا وكقاعدة قومي بإطعام طفلك الرضيع مرّتين نصف الكمية لكل مرة. أن بطن الطفل الرضيع بحجم قبضتها تقريبا. لذا لتقدير التناقض بين حجم الإطعام العادي وحجم البطن، ضع قبضة طفلك الرضيع بجانب قنينة مليئة بأربعة إلى ستّة أونسات من الحليب. لا عجب إذن أن تصاب هذه البطون الصغيرة جدا بالمغص المزمن.

2. طريقة رفع الطفل. إليك بعض أساليب رفع الطفل التي تساهم في التخلص من المغص: قبضة كرة قدم. ضع معدة طفلك الرضيع إلى الأسفل على طول ساعدك، ورأسه قرب مرفقك مع مد سيقانه على جانبي يدّك. اضغط بساعدك على بطن الطفل الرضيع المتوترة أو حاول عكس هذا الموقع بحيث تضع خدّه على باطن يدّك، وبطنه على طول ساعدك، واحضنه بحيث يجلس على مرفقك. احضن رأس الطفل الرضيع بين ذقنك وصدرك. بينما تأرجحه ذهابا وإيابا، مع ترديد لحن هادئ. سرعان ما يتعلم الطفل التكييف مع هذه الحركة ويصبح أهدأ أثناء نوبة المغص.

3. الرقص. صدق أو لا تصدق فن الرقص مفيد جدا في تخفيف المغص، أما أفضل حركات فهي: أعلى وأسفل، إلى الجانبين، والأمام والخلف - جوهريا، هي ذات الحركات التي كان الطفل الرضيع معتاد عليها عندما كان في الرحم. يمكنك رفع الطفل أولا بأي حركة سابقة ثم أرجحته. يعتبر الرقص أفضّل طريقة لتسكين ألم القولون لدى الطفل، وأهم هذه الحركات تدعى "خطوة المصعد." قف وأنت تحمل الطفل ثم ارفع ونزل مشط رجلك كأنك تصعد ثم انزل. بعض الأطفال الرضّع يحبّون الرضاعة من الصّدر مع المشي أو حركة المصعد.

4. انحناءات الطفل الرضيع. عندما يكون الطفل الرضيع في قمة نوبة المغص، حاول هذه التمارين البطنية:
مضخّة الغاز. أجلس وأحمل الطفل على ساقيك بحيث يكون رأسه على ركبك، ارفع أرجل الطفل وحركها كأنك تدربه على ركوب الدراجة الهوائية، قم بالتحدث مع الطفل ومداعبته.
الضفيرة القولونية. احمل الطفل بحيث يكون ظهره على صدرك، ارفع بإحدى يديك أرجله إلى الأعلى كأنه يضغط ضدها، يمكنك القيام بذات الحركة بالعكس بحيث يكون وجه الطفل أمامك، قم بالتحدث مع الطفل ومداعبته.

5. تمارين البطن. إذا كنت تملك كرة مطاطية كبيرة، قم بوضعها على السرير، ثم ارفع الطفل فوقها وحركه فوق الكرة على شكل دوائر. أو يمكنك الجلوس على الكرة إذا كانت كبيرة جدا، والقيام بذات التمرين بحيث تحرك الطفل بذات الحركات الدائرية، قم بالقفز فوق الكرة أحيانا.

6. كيس الماء الدافئ. يمكنك وضع كيس ماء دافئ قنينة داخل قطعة من القماش تحت بطن الطفل الرضيع. أو يمكنك وضع الطفل على بطنه على طرف فخذك بحيث تكون أرجله أدنى من مستوى الفخذ مع فرك ظهره بأشكال دائرية ومن الأعلى إلى الأسفل، تأكد من أن رأس الطفل إلى الجانب حتى لا يختنق.

7. تدليك البطن. أجلس الطفل على حضنك وضع باطن يدك على بطن الطفل بحيث تقوم بتدليكه بشكل دائري. يمكنك أيضا أمالت الطفل إلى الأمام مع الضغط على معدة وأمعاء الطفل بيدك الدافئ. يفضل الأطفال يد الأب لأنها أكبر وأدفئ. يمكنك رفع الطفل على ذراعك على شكل حرف "يو"، مع تدليك ظهر الطفل بالزيت الدافئ.

8. اللمسات الدافئة. إذا لم تنجح أي من الطرق السابقة في تهدئة الطفل المضطرب، حضر له حمام دافئ، افركه بالماء الدافئ والصابون، ثم ضعه على صدرك أو صدر والده مع منشفة دافئة، واتركه يستمع لدقات قلب والده لبضع دقائق. الدفء والحنان يمكن أن ينسيا الطفل الألم ويهدئا من أوجاعه.

9. المرآة السحرية. هذه التقنية ناجحة 100%. أرفع الطفل المصاب بألم القولون أمام المرآة، واتركاه يشاهد نفسه. ضعي يده أو رجله على المرآة وسيبدأ بالهدوء والاستمتاع بما يشاهده.

10. حمل الطفل: يقول الخبراء الذين قاموا بدراسة تصرفات الأطفال بان هناك أطفالا لا يفضلون الحمل فقط بل يلتصقون بالأب أو الأم ويرفضون النوم بدون ان يكونوا مرفوعين. ويبدو أن الطفل يشعر أنه لا يزال في رحم أمه، لذا يجب التعامل مع هذه الحالة بحذر حتى يتخلص الطفل من هذا الوهم. ويفضل أن تقوم الأم بحمل الطفل قريبا منها لمدة 3 ساعات في اليوم في أوقات تكون فيها مرتاحة، حتى يعتاد الطفل هذا الموعد، ثم تقليل الفترة تدريجيا حتى يتخلص الطفل من هذا الوهم.

لعل من المفيد أن تعرف الأم الجديدة أن الطفل يمر بمرحلتين خلال حياته، مرحلة التسعة أشهر داخل الرحم، ثم مرحلة التسعة أشهر بعد الولادة والتي يحتاج الطفل فيها إلى الحنان والرعاية.