الامير ذكي
المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 24/03/2012
| موضوع: الاخوان المفسدون السبت يوليو 13, 2013 8:42 am | |
| قال الأخوان آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم قال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ % فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ % فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ} [التوبة:75-77]. منهم من أعطى الله عهده وميثاقه لئن أغناه من فضله ليصدقن من ماله، وليكوننّ من الصالحين، فما وفَّى بما قال، ولا صدق فيما ادعى، فأعقبهم هذا الصنيع نفاقا سكن في قلوبهم إلى يوم يلقوا الله عز وجل يوم القيامة، عياذا الله من ذلك". وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:. قال ابن القيم: "لبسوا ثياب أهل الإيمان، على قلوب أهل الزيغ والخسران والغل والكفران، فالظواهر ظواهر الأنصار، والبواطن قد تحيزت إلى الكفار، فألسنتهم ألسنة المسالمين، وقلوبهم قلوب المحاربين، ويقولون: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}"[48]. وقال الله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة:9]. "رأس مالهم الخديعة والمكر، وبضاعتهم الكذب والخثر، وعندهم العقل المعيشي أن الفريقين عنهم راضون، وهم بينهم آمنون، {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}"[4 ومن صفاتهم البيان وعن أبي أمامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الحياء والعِيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)). قال الترمذي: "والعِيّ قلّة الكلام، والبذاء هو الفحش في الكلام، والبيان هو كثرة الكلام، مثل هؤلاء الخطباء الذين يخطبون فيوسّعون في الكلام، ويتفصّحون فيه، من مدح الناس فيما لا يُرضي الله". قال المناوي: "والعِي أي: سكون اللسان تحرّزا عن الوقوع في البهتان لا عيّ القلب ولا عيّ العمل ولا عيّ اللسان لخلل. ((شعبتان من شعب الإيمان)) أي: أثران من آثاره، بمعنى أن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء، فيترك القبائح حياء من الله، ويمنعه من الاجتراء على الكلام شفقا من عثر اللسان والوقيعة في البهتان. والبذاء هو ضدّ الحياء وقيل: فحش الكلام والبيان، أي: فصاحة اللسان، والمراد به هنا ما يكون فيه إثم من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حقّ. شعبتان من النفاق بمعنى أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، والبيان المذكور هو التعمّق في النطق والتفاصح وإظهار التقدّم فيه على الغير تيها وعجبا كما تقرر. قال القاضي: لما كان الإيمان باعثا على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه عدّ من الإيمان، وما يخالفهما من النفاق، وعليه فالمراد بالعيّ ما يكون بسبب التأمل في المقال والتحرز عن الوبال لا لخلل في اللسان، والبيان ما يكون بسببه الاجتراء وعدم المبالاة بالطغيان والتحرز عن الزور والبهتان. وقال الطيبي: إنما قوبل العي في الكلام مطلقا بالبيان الذي هو التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس مبالغة لذم البيان وأن هذه مضرة بالإيمان مضرّةَ ذلك البيان" وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: "إن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان". إن بلية الإسلام بالاخوان شديدة جدًا , لأنهم منسوبون إليه , وهم أعداؤه في الحقيقة , يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح , وهو غاية الجهل والإفساد . فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه ؟ وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه ؟ وكم من علم له قد طمسوه ؟ وكم ضربوا بمعاول الشبه في أصول غراسه ليقلعوها , فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية من شبههم سرية بعد سرية لا يزالون يزعمون أنهم بذلك مصلحون ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) البقرة : 12د وقد كان سقوط مركز الخلافة الإسلامية العباسية عام ( 656 هـ ) على يد المنافق الخبيث ابن العلقمي الرافضي الذي تعاون مع التتار الذين قتلوا جميع من يقدرون عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والشبان حتى بلغوا مليون قتيل ، وقد كان ابن العلقمي وزيرًا عند الخليفة المستعصم يظهر الولاء والنصرة ، له فضل في الإنشاء والأدب لكنه كان منافقًا يضمر الحقد على الإسلام وأهله ، كاتب التتار وزين لهم اجتياح بغداد ، وكان ذلك بعد أن سرح الجند وصرف الجيوش عن بغداد حتى لم يبق منهم إلا عشرة آلاف ثم أرسل إلى التتار يسهل عليهم أمر اجتياح المدينة فقدموا وحدث ما حدث. وهاهو شعب سوريا المسلم المومن المصلى ينزف كل يوم دما بسبب طمع هذه الفئة في الحكم والرياسة وهاهي هي ارض مصر الامنة تسير على نفس الطريق وبيد نفس الفئة نسال الله لها التحصين والوقاية
إن الاخ المنافق لا يعطي للقيم والمبادئ وزنها, بينما يعطي لمصلحته وهواه الوزن الأكبر, ولذلك فهو: أولاً: يخون الأمانة, لأن في الإفلات من قيد الأمانة تحقيق لمصلحته, وهو لن يسميها خيانة للأمانة, بل سيطلق عليها التخلص من قيود وهمية لا لزوم لها, وبقايا رواسب اجتماعية متخلفة تتسبب في تعطيل المصالح, وتحقيق الخسائر, وينال بها الكسالى ما يتمنون. ثانياً: يكذب في الحديث, فهو لا يذكر الحقائق التي يمكن أن تعوق مصلحته واستمتاعه بالحياة, بل يذكر ما يؤدي إلى تحقيق أهدافه, سواء بالكذب, أو باللعب بأدوات اللغة فيقول حقائق ولكن من يسمعها يفهم منها الأمور على غير الحقيقة, مثل أن يذكر أمراً ويخفي أموراً, أو يعظم من شأن أمر ويحقر من شأن آخر, أو يلعب بالحديث من خلال منظور ضيق ليشمل به الأمر كله, أو يلعب من خلال منظورين, أو يتحدث بحديث لا يسعه المقام, وهكذا. ثالثاً: يغدر بالعهد, تماماً مثل خيانة الأمانة, لأنه يرى العهد قيداً لا يتمسك به إلا البسطاء والسذج. رابعاً: إذا خاصم فجر, معنى خاصم: أي اختلف مع أحد, وظهر جلياً تباين الموقفين, هنا يظهر فجوره, أي يخرج له كافة الأسلحة ويطعنه بها, ولا يراعي الجوانب الحسنة التي لمسها فيمن كان بالأمس رفيقاً وحبيباً, وذلك لأنه لا يقبل من أحد أن يقف ضد ما يريد, فإذا وقف أحد ضد مصلحته وهواه, فتح عليه أبواب جهنم, من عداوة, وكشف أسرار, وتحطيم كيانات, بل وربما يدل أعداءه على مواطن ضعفه ليدمروه, لأن مصلحته وهواه متضخمة داخله لدرجة كبيرة, فمن لمسها أو طعنها بحق أو باطل حطمه أو سحقه.
من هذا يتبين أن الاخ المنافق هو ألدّ أعداء المجتمع, وأخطر عليه من أعدائه الظاهرين, وذلك لأنه: · لا يراعي للأمانة قيمة ولا وزناً: فيفسد حيث نطمئن إليه ونرتكن ثم يتبين أنه قد باعنا واشترى مصلحته. · لا يصدق: وهذا يجعلنا نبني ونقيم مواقف ثم تنهار لأنها لا أساس لها, فما بنينا عليه كان وهما وكذباً وخداعاً. · إنه يغدر بما اتفق عليه وأقر به: فيضطرب ما بين الناس من التزامات ويسري الشك والخوف بينهم وتتوقف حركة التعامل القائم على الثقة بين الناس. · إنه يفجر إذا خاصم: فلا حدود لغضبه ولا عذر لمن يخالفه, وهذا يؤدي لاعوجاج الناس عن الاستقامة, فهم إما أن يرضخوا له رغم خطئه, وإما أن ينتقموا منه على تجاوزاته, وبهذا ينتشر الفساد. وهذا النوع من النفاق, نفاق الداهية: هذا النوع من النفاق هو الأكثر تطوراً, والأشد خطراً, ذلك لأنه يلعب في أشد المناطق خطورة وحساسية بالنسبة للأمة.
يستخدم هذا النوع من الاخوان المنافقين ذكاءه وفطنته لتحقيق أهدافه, وهي في الأغلب أهداف على مستوى عال, إنه يدرك أن من مصلحته ومنفعته بل وتلذذه أن يجد نفسه ذا شأن ومكانة ورفعة في المجتمع, فيترفع عن الصغائر, ولا يسمح لنفسه أن يقترف عملاً يحتقره الناس أو ينظرون لفاعله نظرة متدنية, ويلبس لباس الأكابر ويسير سيرهم, ويتودد إلى الناس دون أن ينزل إليهم من مكانته الرفيعة, فتجده كريماً أحياناً, أو داعياً إلى الكرم, شجاعاً أو داعياً إلى الشجاعة, مداحاً حلو اللسان, وهو متدين في المجتمعات المتدينة, بسيطاً في المجتمعات البسيطة, أنيقاً في المجتمعات الراقية, إنه يعمل الخير لإرضاء الناس وليس بوازع من ضمير أو خشية من الله.
ربما يقول أحد وما الفرق بين من تصفه ومن يكون من أهل التقوى والصلاح ؟, إن الفرق يأتي من مستلزمات عمل هذا النوع من الاخوان المنافقين, ومنها: · إنه يسعى للسلطة والمناصب والمكانة الاجتماعية, ولا يقبل لنفسه أن تزهد في ذلك. · إنه يمالئ ويساند السلطة وهو من أعوانها الأوفياء مهما كانت ظالمة وباغية, بل إنه دائما ما يحذر الناس من بطش وجبروت السلطة شفقة عليهم ورقة في قلبه عليهم, ولكنه لا يفكر مطلقاً في مناهضة الظلم أو مقاومة البغي, بل يسعى للوصول لمناصب أعلى, وسلطات أكبر. · إنه لا ينسى معروفاً أسداه لأحد, فينتظر الفرصة ليطلب منه شيئاً مقابل ما قدمه له. · إنه لا يصنع معروفاً لأحد لا يعرفه, ولا أمل في جني ثمرته عاجلاً أو آجلاً. · إنه يجيد اختيار من يسدي له المعروف, فهو يختار الأغنياء والأقوياء وأهل الوجاهة, أما الضعفاء والفقراء فلا ينالون منه إلا حلو الكلام وحسن الاستقبال, وبشاشة الوجه. · إنه يجمع المال من حلال أو من حرام, ولكنه لا يسمح لنفسه بالحصول على مال حرام بطريقة بدائية تستفز الناس, وتحط من قدره, ولكنه يستولي على المال عظيم القيمة بطريقة مشروعة في ظاهرها حرام في حقيقتها, مثل الاستيلاء على مال الدولة بالواسطة والاستثناءات والرشوة والتغاضي والسكوت على الانحرافات وغير ذلك من أدوات الفساد المعروفة في المجتمعات المتخلفة. · إنه يحرص على أن يتمتع بكل متع الدنيا من مساكن وسفر وطعام وتنزه وغير ذلك. · إنه في الأغلب تكون له علاقات جنسية غير سوية, فإما متعدد الزيجات, أو الخليلات. · إنه على عداوة دائماً مع أهل الصلاح والجهاد, ومع أهل الاستقامة والخير, يبحث لهم عن نقائص وعيوب, ويلمزهم في أحاديثه. · إنه لا يقبل أن يتساوى أحد مع أولاده ثم مع أهله ثم مع أقاربه, إن العدل والمساواة أمور يتشدق بها ولكنه لا يقبل تطبيقها على نفسه. اللهم إني أعوذ بك من الشرك والشقاق والنفاق وسيء الأخلاق
يقول ابن القيم: "وجملة أمرهم أنهم في المسلمين كالزغل ((اي العملة المزيفة)) في النقود، يروج على أكثر الناس لعدم بصيرتهم بالنقد، ويعرف حاله الناقد البصير من الناس، وقليل ما هم. وليس على الأديان أضرّ من هذا الضرب من الناس، وإنما تفسد الأديان من قِبلهم، ولهذا جَلَّى الله أمرهم في القرآن، وأوضح أوصافهم، وبيّن أحوالهم، وكرّر ذكرهم؛ لشدة المؤنة على الأمّة بهم وعِظم البلية عليهم بوجودهم بين أظهرهم، وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرّز من مشابهتهم والإصغاء إليهم، فكم قطعوا على السالكين إلى الله طريق الهدى، وسلكوا بهم سبل الردى، وعَدُوهم ومنّوهم، ولكن وعدوهم الغرور، ومنّوهم الويل والثبور
| |
|